موسوعة تاريخ السودان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


هو تدوين لتاريخ السودان القديم والحديث
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيل

 

 جمعية اللواء الابيض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الحسن ادريس راشد
Admin
محمد الحسن ادريس راشد


المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 19/02/2011
العمر : 55

جمعية اللواء الابيض Empty
مُساهمةموضوع: جمعية اللواء الابيض   جمعية اللواء الابيض Emptyالسبت فبراير 19, 2011 3:39 am

جمعية اللواء الابيض 1778_1194330700

تعد جمعية اللواء الأبيض التي أعلنت عن نفسها في 20/ مايو 1424هـ، نقطة تحول بارزة في تاريخ الحركة الوطنية السودانية، وهي تمثل أول رد فعل وطني تقوم به قوى سودانية حديثة ضد الاستعمار البريطاني..
وارتبطت هذه الجمعية ارتباطاً وثيقاً باسم مؤسسها ورئيسها عل عبد اللطيف، الذي لا يعرف عن تاريخه السياسي الباكر غير كراهيته للإنجليز ولحكمهم ووجودهم في السودان، وأنه تشاجر في مقر عمله مع الكتيبة السودانية المرابطة بواد مدني مع مفتش المركز الإنجليزي الذي استجوبه عن سبب رفضه الوقوف له عند مروره لتأدية التحية العسكرية كما يفعل الآخرون..
وتشير المصادر التاريخية إلى أنه أضحى في واد مدني، " رفيقاً حميما" لليوزباشي المصري محمد فتوح الذي كان على اتصال بجمعية الاتحاد السوداني وأنه كان واقعاً تحت تأثيره...
ولم يشتهر على عبد اللطيف سياسياً إلا حين كتب أثناء أجازته في الخرطوم مقالاً في مايو 1922م عن " مطالب الأمة السودانية " من الحكومة السودانية البريطانية، وطلب من حسين شريف، رئيس تحرير جريدة ( حضارة السودان ) الجريدة الوحيدة في السودان آنذاك، نشره فيها، كما بعث بنسخة منه إلى الصحف المصرية في القاهرة لنشره هناك
وقد طالب على عبد اللطيف في هذا المقال، الذي كان رد فعل مباشر على نتائج الاجتماع الذي عقده الورد اللنبي، المندوب السامي البريطاني بمصر مع زعماء الطوائف والقبائل الذين التقى بهم عند زيارته الخرطوم بتاريخ 16 أبريل 1922م، وأكد لهم فيه أن مخاوفهم التي أبدوها من احتمالات تسليم الحكومة البريطانية السودان لمصر، لا أساس لها من الصحة وعلى الملاحظات التي أبداها السيد على الميرغني في هذا الاجتماع حول هذا الموضوع، واتهامها بالسعي لفصل السودان عن مصر، وفرض حمايتها عليه، وبأنها لم تجلب للسودان وأهله أي منفعة. كما أشار فيه إلى الذين خططوا، ووقعوا على عرائض الولاء للحكم البريطاني من الزعماء والأعيان المشار إليهم آنفاً، ووصفهم بأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم..
وذكر أن الأمة السودانية إن كانت في حاجة إلى من يرشدهم لنيل الاستقلال، فإن من حقها أن تختار بنفسها المرشد الذي تريد سواء أكانت مصر أم بريطانيا. كما احتج في هذا المقال أيضاً على إثقال الحكومة لكاهل السودانيين بالضرائب، وعلى عدم إنصافها لسكان المديريات، لاسيما أهل الجزيرة، الذي انتزعت أرضهم لمشروع الجزيرة، وسلمتها للشركات البريطانية وعلى احتكار السكر، وقلة الوظائف الممتازة، واحتكارها من قبل الإنجليز، وحرمان أهل البلاد المتعلمين الأكفاء منها، وعلى نقص وقصور التعليم في كلية غردون، والمدارس الأخرى، وطالب بمزيد من التعليم وإنهاء احتكار الحكومة لتجارة السكر، وإلحاق السودانيين بوظائف عالية في سلك الخدمة المدنية..
ورغم أن رئيس تحرير جريدة ( الحضارة) الموالية للإدارة البريطانية، لم ينشر مقال على عبد اللطيف، هذا، لأنه كان يخشى اعتراض وغضب مخابرات الإدارة البريطانية عليه وعلى كاتبه، فقد سربحت محتويات هذا المقال عمداً، ووصلت إلى السلطات البريطانية السودانية، فقام المستر ولس، مدير المخابرات آنذاك بنفسه، باقتحام مكتب رئيس تحرير جريدة (الحضارة) في غيبنه، ولكن ربما كان بعلمه وتمكن من ضبط المقال، وأخذه عنوة من درج مكتب رئيس التحرير، ولكن المقال نشر في الصحف المصرية، وألقي القبض على عبد اللطيف، الذي قدم في 14 يونيو 1922 للمحاكمة أمام محكمة الجنايات بالخرطوم بتهمة كتابة وإذاعة منشور يثير الكراهية في نفوس الناس ويحرضهم على العمل ضد السلطات البريطانية الحاكمة، وإدانته المحكمة وعاقبته بالسجن لمدة سنة قضاها في سجن من الدرجة الثانية.
ومن المفارقات العجيبة أن المقال الذي أثار حفيظة السلطات البريطانية، وأدين على عبد اللطيف لكتابته وحكم عليه بالسجن بسببه، والذي أثنت عليه الصحف المصرية، وهللت له وأشادت به وبصاحبه، وبمواقفه الوطنية، وقالت: إن ذنبه الوحيد هو تمسكه بالسيادة المصرية على السودان، ولم ترد فيه كما جاء في تقرير لجنة إيوارات فيما بعد كلمة واحدة لصالح مصر، أو المناداة بالوحدة معها أو التأييد لمطالبها في السودان، وإن كل ما جاء فيه هو، ( الدعوة لقيام حكومة للسودان بواسطة السودانيين وإنهاء الحكم الأجنبي ... وأن معظم محتويات المقال كانت تعبيراً عن مشاعر، كانت وما زالت هي المشاعر التي يفيض بها وجدان أبناء الجيل الجديد المتعلم، بل حتى كبار الموظفين ..

وكان هو السبب الحقيقي لمحاكمته بالسجن إذ اتهمته السلطات البريطانية بالمطالبة بحكومة للسودانيين ( وإنهاء الحكم الأجنبي في لهجة ثورية عنيفة )
وتمثل محاكمة وسجن على عبد اللطيف نقطة تحول في مسار الحركة الوطنية السودانية مشابهة للوضع في مصر حين ألقى القبض على سعد زغلول وزملائه وتم نفيهم خارج مصر..
وعند إطلاق سراحه، وخروجه من السجن في أبريل 1924، كان على عبد اللطيف أشد ما يكون حماسة لفكرته، وكراهيته للإنجليز واتجهت الأنظار إليه، ( وأضحى بطلاً وطنياً في نظر الخريجين والضباط معاً ). وقد أثنت الصحافة المصرية على مواقفه، وأضفت عليه الدعاية المصرية هالة من التمجيد والتقدير جعلته يتبوأ هذا المركز البطولي بجدارة، ورغم أن جريدة ( حضارة السودان ) قد استمرت في موقفها العدائي حياله وحيال مؤيديه
وقام على عبد اللطيف بعد ذلك بإجراء اتصالات شخصية ببعض أعضاء جمعية الاتحاد السوداني، وبادل معهم الزيارات المنزلية، وأخذ يدعوهم لتكوين جمعية سياسية علنية تعمل لتحرير السودان من النفوذ البريطاني، والتمسك بأهداب مصر كوسيلة للتخلص من الحكم الثنائي، والوجود البريطاني في السودان وإقامة وحدة وادي النيل بين السودان ومصر. ووجدت دعوته هذه صدى وتجاوباً من بعض أعضاء جمعية الاتحاد التي انكشف أمرها ودبت الخلافات بين أعضائها، لا سيما من عبيد حاج الأمين، الذي عرف بمواقفه الصلبة المعلنة ضد الإدارة والوجود البريطاني في السودان...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://africanvip.rigala.net
 
جمعية اللواء الابيض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جمعية اللواء الابيض ( 2 )
» جمعية اللواء الابيض ( 3 )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موسوعة تاريخ السودان :: اقسام الموسوعة :: تاريخ السودان القديم-
انتقل الى: